حسابي في تويتر :

حسابي في تويتر :

الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

هل تغيّرت الحكومة أم تغيّر دينها؟


هل تغيّرت الحكومة أم تغيّر دينها؟


هناك الكثير من الموضوعات الهامّة التي تطرح للنقاش في مواقع سعودية على شبكة الإنترنت، حيث يفصح المتحاورون عن بعض من مكنوناتهم الداخلية وضمن هامش معقول من الحرية، بحيث يمكن رصد هذه الحوارات واعتبارها بشكل عام مؤشراً على اتجاهات الرأي العام السعودي، بأكثر مما تعبر عنه الصحافة والإعلام المحليين.هناك على شبكة الإنترنت، يقوم أفراد ممن يمكن اعتبارهم منتمين الى الطبقة الوسطى العريضة في المملكة بالتعبير عن اتجاهاتهم وميولهم وآرائهم. هؤلاء في مجملهم وكما يبدو من الحوارات العديدة مسكونين بأنواع مختلفة من الهموم الجمعية، لم تجد لها متنفساً في الإعلام المحلي، ولا يمكن طرحها إلا بكثير من الحذر حتى لا يحظر الموقع محلياً، مع أن أكثر المواقع الحوارية السعودية أصبحت محظورة.

ما يهمنا هنا، هو استجلاء للآراء المختلفة بين السعوديين في قضايا وطنية مصيرية بالغة الحساسية. وسنقوم في كل عدد بعرض قضية من القضايا، وآراء المختلفين، الذين لم يجدوا إلاّ مواقع الإنترنت لطرحها على بساط النقاش. الموضوع التالي منقول عن منتدى الساحات السلفي:

http://alsaha.fares.net/sahat?128@230.8WolhzdHL8L.1@.1dd48fe5

* * *

هل كان دين القيادة السعودية صحيحا وقامت بتغييره أو تقوم بتصحيحه الآن.. أم ماذا؟ السعودية قامت كحكومة ونادت بتطبيق شريعة الإسلام ودعمته فعلا.. ولن ندخل في نوايا هذا التنادي هل هو لنصرة الدين فعلا أو لليقين بأن هذه البلاد لا يحكمها إلا راية الدين.. لكننا سنأخذ بالظاهر. لكن ما أردت الحديث عنه الآن هو شعورنا بأن هناك تناقضا ما بين الحاضر والماضي.. هذا الشعور شعور حقيقي لأحداث واقعية ملموسة. هل كان التطبيق في السابق خطأ والآن نقوم بتصحيحه.. أم كان صحيحا ونقوم الآن بمخالفته.. أم هو صحيح في ذلك الوقت وصحيح في هذا الوقت؟ بمعنى آخر: لماذا هذا التغيير وما حقيقته؟ لماذا بالأمس كنا نحارب أشياء بإسم الاسلام.. واليوم ندافع عنها بإسم الاسلام؟ الأمثلة كثيرة في هذا المجال في الاعلام والتجارة والمعاملات وما يتعلق بالنساء. فلماذا يحصل هذا التغيير؟ إن أخذنا بظاهر العمل لما تقوم به الحكومة السعودية فإننا وحسب ما تعلمناه في مدارسنا ومن علماء السعودية بأن ما تقوم به الحكومة السعودية في بعض القرارات هو إقصاء للدين وليس لنصرة كلمة الله. هل التطبيق في ذلك الوقت كان مناسبا لترسيخ الحكم، في حين ينسجم تفسير ما يحصل في هذا الوقت مع ما حصل في السابق؟ أم إنها فعلا كانت تفهم الاسلام خطأ وأن الحكومة السعودية انجرفت وراء علماء ضيقوا واسعا وحجروا على الناس فحرموا حتى التطيب لدرجة أن الطيب يعد من النجاسات في وقت سابق؟ هل نحن كشعب وحكومة وقعنا ضحية تضييق كان ردة فعل لما كان يحدث في ذلك الزمان من انتشار الشرك والبدع.. أم وقعنا ضحية لخطة محكمة لترسيخ الحكم.. ام إن حقيقة الإسلام أوسع مما تم تصويره وتعليمه لنا؟

لا نريد طبعا التشكيك في ديننا.. لكننا نريد معرفة عمق العلاقة بين حكومتنا وديننا وبيننا وديننا. هل للغلو في المذهب الحنبلي تأثير بحيث يكون التشدد السابق إمتداد لهذا الغلو؟ هل إختلاط العادات والتقاليد التي يتعصب لها أهل نجد خاصة بالدين أثر فيما حصل؟ هل تمثل هيئة كبار العلماء في وقتنا الحاضر نموذجا لعلماء نجد الذين اتبعوا فيما مضى الشيخ محمد بن عبدالوهاب؟

* * *

ليس لدي شك بأن المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله كان صادقا في دعوته وخدمة الإسلام وكان متدينا محافظا ولا أبالغ عندما أقول بأنه أعظم قائد عربي معاصر. ولعل من توفيق الله له أن تبنى الإسلام منهجا. ثم أوكل التطبيق إلى المؤسسة الدينية وأحسن الظن بها. وهنا لا بد من الإقرار بأن المؤسسة الدينية هي التي تولت التطبيق المنهجي في التعاملات والعبادات والمناهج. ولا بد أن نتذكر أن هذا أعطى المؤسسة الدينية ثقلا كبيرا جعل الجميع بما فيهم القيادة السياسية يغضون الطرف عن أخطائهم. وبرغم أن المؤسسة الدينية تميزت بالورع إلا أن الجيل الأول مضى وبقي حسن الظن هو الضمانة الوحيدة لسلامة التطبيق. وقد كانت المؤسسة الدينية شبه معزولة عن الحياة العامة والناس تعتمد على بعض المريدين في إمدادهم بالمعلومة. ولهذا جاء علمهم في شؤون الدنيا نزر وخاطئ في بعض الأحيان وبدت في بعض الأحيان أقرب إلى الجهل في رفضها لحقائق علمية منها أن الأرض تدور وأنها دائرية وأنه يمكن معرفة جنس الجنين..الخ.

ومع الوقت اكتسبت المؤسسة الدينية قدسية تحرم المساس بها أو بشيء من اختصاصها حتى لو كان عوارا واضحا. ولنضرب مثالا على تعليم البنات فبعد أن قيل أنه حرام وأن من دفع بمحارمه للتعليم فهو ديوث، أصبحت المؤسسة الدينية هي المسؤولة عن تعليم المرأة. وكانت في يوم من الأيام وحل فساد لا يتم التعيين فيها إلا برشوة من مال أو عرض ولم نشاهد هذا الفساد الإداري في تعليم الأولاد إلا على نطاق ضيق جدا. ولك في القضاء وبعض فضائحه مثال آخر. أضف إلى ذلك كما أشرت أن كثيرا مما يمكن أن يطلق عليه عادات اجتماعية أصبح من ثوابت الدين.

الواضح أن التطبيق للمنهج الإسلامي لم يخلو من أخطاء وهذه مسؤولية المؤسسة الدينية. واليوم يعتبر التغيير ضرورة لأن النتائج كانت سيئة في أغلب تطبيقاته.

* * *

لي سؤالان: هل تعني بأن دعوة الملك عبدالعزيز صادقة أي أنه رفع راية الدين لنصرة الدين فقط وليس لأي مكاسب سياسية.. بمعنى أنه لم يتخذ تبني الإسلام وسيلة للوصول إلى الحكم؟ هل لو أخطأت المؤسسة الدينية فيما هو مخالف لمصلحة الحكومة وكان له وجه شرعي فهل كانت القيادة السياسية ستسمح لها أم ستتدخل؟ فإن كانت ستتدخل فلماذا لم تتدخل ضد التطبيقات الخاطئة الأخرى؟

* * *

الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة السعودية الحالية لم يخرج كرجل ينشر الإسلام او ليجدد او ليقرر الدعوة من عدمها. الملك عبدالعزيز خرج من الكويت ليستعيد ملك اجداده في الدرعية ويريد محاربة ابن رشيد وقصته في الإستئذان من والده عبدالرحمن قصة مشهورة وفي الكثير من المصادر ولا عيب في ذلك. وحينما دخل الرياض كان يريد ملك أبيه وجده ويريد بناء الدولة وإلا لما قتل ابن عجلان عامل إبن رشيد، فهل كان ابن عجلان مشركا او كافرا او يحكم بغير شرع الله. بل هو تنافس على الدولة وهو منهج يتبعه كل مؤسسي الدول. كانت الظروف مواتية لعبدالعزيز ليقيم دولته واستغل الظروف بذكاء وعبقرية مفرطة. فتوجه الى الحجاز بعد فرقة الأشراف والثورة العربية التي أضعفتهم. ومن ثم كان إهتزاز بريطانيا العظمى وتحالفها معه ضد العثمانيين في الجزيرة مما جعلها لا تتصادم معه في الأقاليم الشرقية وان حاولت ذلك، ولكن إتفاقية العقير الشهيرة كانت فاصلة ووحد الملك عبدالعزيز دولته وان كانت بريطانيا انذاك ترى ان حدود دولة عبدالعزيز هي من رسم حدودها او ان حدودها لا تطعن الخطط البريطانية.

اما تصادم الملك عبدالعزيز مع الإخوان وهم جنوده السابقين فسببه ان تجييش هؤلاء في البداية كان تحت ستار ديني ليصل عبدالعزيز الى توحيد الدولة بأقصى حد ممكن. ولي دليلان الأول إن دخول الملك عبدالعزيز لمكة المكرمة وطرد الأشراف منها كان بمساعدة خالد بن لؤي الشريف فهل كان خالد مسلم أم مبتدع. ثانيا كلنا يعلم ان الملك فيصل بن عبدالعزيز دخل الحديدة واستولى عليها فلماذا تراجع منها الجيش السعودي، وهل يجب نشر الإسلام فقط الى جيزان حتى تبوك ومن جدة إلى الخبر. هنا جاء انقلاب الأخوان على الملك لانهم يرون انه يريد تغيير المباديء التي زرعها فيهم.

ما يحدث الآن هو في الحقيقة إنحناء أمام العاصفة الأمريكية ومحاولة ضرب التيار الديني لكي ترضى أمريكا. وما فتنة المطاردات وتوزيع وتلفيق تهم الإرهاب إلا للإبقاء على الكرسي وليست من اجل دين او من أجل الحفاظ على أمن فالشعب السعودي لم يقتل بعضه بعضا والمستهدف هو العدو الأمريكي. الحكومة تهاجم الوجود الامريكي في العراق وتصف أمريكا بالمحتل ولكنها تمنع وتحرم وتشدد على منع من يريد من السعوديين ان يشارك في محاربة الأمريكان في العراق مما يخلق إزدواجية.

* * *

لا أرى تعارضا بين نصرة الدين وطلب الحكم. ألم يقل المهاجرون للأنصار منا الأمراء ومنكم الوزراء. ألم يتقاتل الصحابة وكل يرى أحقيته بالخلافة؟ أما الملك عبد العزيز فقد كان معروفا عنه صدقه في نصرة الإسلام ولم يتنكر له بعد تمكينه بل لقد دعمه ودعم مؤسساته. ولقد كان معروفا عنه هدفه السياسي كذلك ولم يتنكر له. أول انحراف لبس ثوب الدين هو ما حدث في السبلة وتم استئصاله. برغم أنه تجاوز عن بعض أخطائهم التي سبقت السبلة. ولكنه تجاوز صحبه النصح وتوسيط الوسطاء من قبل الملك عبد العزيز. ولقد أدركت المؤسسة الدينية دورها فكرست فقه طاعة الوالي لعلمها بأن الوالي يكرس هيمنتها. ولقد كان هناك تعارضات متكررة مثل تحريم البرقية وغيرها تم تجاوزها بسهولة. أما لماذا سكتت السلطة السياسية عن أخطائهم فلست مبالغا إن قلت حسن النية والمصالح المتبادلة.

* * *

الموضوع ليس موضوع هل كان دين الحكومة صحيحا وقامت بتغييره أو تقوم بتصحيحه الآن. ولكن المشكلة نشأت من إسناد الأمر إلى غير أهله. لقد قفزت إلى إدارة الدوله، وكافة شؤونها فئة لا شافع لها إلا انتسابها لمنطقة نجد والقصيم بالذات، وتولى أمر الدولة، العام والخاص، هذه الفئة من الناس التي اجتهدت الدولة في ترسيخها وإحلالها محل رجالات الدولة الذين كان لهم باع طويل في النهوض بها، كما أغدقت على أتباع تلك الفئة وعلى مناطقهم الأموال الطائلة، بحيث أصبحوا هم أثرياء المملكة والمتحكمون في أمر تجارتها وأراضيها وخلافه، وتولوا على قلة زادهم وضعف بضاعتهم أمور الدولة بدءا من الوزارات مرورا بالقضاء والتعليم والإمامة في الحرمين الشريفين وغيره من المساجد وأغلب مناصب ووظائف الدولة، وتم خلال هذه الحقبة نقل وزارة الخارجية إلى الرياض، كما تمت سعودة أو بالأصح تنجيد مؤسسة النقد، ونقل مركزها الرئيسي إلى الرياض، وكذلك الحال بكثير من المصالح الحكومية الأخرى، وتم بث العنصرية بشكل علني، فسموا أهل الحجاز طرش بحر، ولا يصح أن يرأسوا طوال الشوارب من أهل نجد حتى لو كانوا لا يفقهون شيئا، وأطلقوا على أهل الجنوب صفر سبعه، وأنهم أصلا من اليمن فلا يحق لهم التمتع بما حباه الله لهذه البلد من ثروة، إحتكروها هم دون الآخرين. أما أهل جيزان ونواحيها فهم لا يعتبرونهم بشرا أصلا، والمنطقة الشرقية شيعة ومن وجهة نظر متدينيهم أطلقوا لمن يخالفهم في المذهب نعوتا، فأهل الحجاز صوفية، وهكذا. إن الخلل الذي قاد المملكة إلى ما هي عليه اليوم، ليس تبنيها منهجا مذهبيا معينا، ولكن الخلل جاء من تولية أمر إدارة الدولة إلى أناس لا خلفية تعليمية أو حضارية أو إنسانية أو ثقافية لديهم. بل أناس يملؤهم الحقد والعنصرية من رؤوسهم إلى أخمص أقدامهم، الأمر الذي أعاد المملكة للخلف عشرات الأعوام.

* * *

الحكم السعودي من بداية الملك عبدالعزيز لم يتخذ الدين الا وسيلة من ضمن الوسائل المتاحة للتخلص من الخصوم خاصة مع القوة الضاربة لقوة الاخوان. الملك استخدم هذه القوة بكفاءة عالية حتى انتهت مهمتها بالقضاء على جميع اعدائه فقضى بعدها على الإخوان بالتعاون مع البريطانيين. مسالة قيام الاسرة السعودية على اساس ديني لا اساس له من الصحة لا من قريب ولا من بعيد والدليل تحالفه مع اهم دولة عدوة للاسلام والمسلمين في ذلك الوقت وهي بريطانيا ومحاربته لتركيا الاسلامية.

القلة من رجال الدين يمكن اعتبارهم علماء وذوو احلام ونهى، ولا أعتقد انهم يزيدون عن عدد اصابع اليد الواحدة وبكل اسف كان العديد منهم تبرزه الدولة لغرض في نفسها. المؤسسة الدينية للاسف تسير على منهج الاحوط والتحوط والتشدد الى درجة كبيرة حتى انهم شطوا في ذلك كثيرا والى حد بعيد فارهقوا غيرهم وارهقوا هم انفسهم.

المفارقة ان نفس هؤلاء العلماء لهم جانب لين غريب ومفرط الى حد كبير مع الاسرة الحاكمة مما اوجد نوعا من التناقض وقلة في مصداقية المؤسسة الدينية اضافة الى انها اثبتت للجميع انها بعيدة عن رأي الشارع وتطلعاته بل في احيان كثيرة هي تقف ضد هذه التطلعات وضد هذه الرغبات والحقوق الشرعية للمواطنين.

* * *

لماذا علاقة المؤسسة الدينية بالحكومة علاقه مرؤوس ورئيس او علاقة محامي بموكله فالمؤسسة الدينية لدينا في الوقت الذي تمارس التشدد في خطابها للمجتمع، هي التي تبرر تصرفات الحكومة فهي لا تحلل الا ما تجيزه الحكومه وتحرم ما تمنعه الحكومة. هل هذا هو الشرع؟

* * *

أنا اميل الى أن التشدد القائم لدينا يمكن تسميته بالوهابية فهو تشدد متناقض، اضافة الى ان بعض العلماء تجد لديهم نوعين من الفتيا للموضوع الواحد احدهما خاص والاخر عام بل لن تستغرب ان تجد مفتيا يساله سائل على الهواء مباشرة عبر احدى القنوات ويقول للسائل اتصل علي مباشرة بعد الحلقه لاعطيك الجواب، مع ان السؤال عام وليس خاصا ولكن هذا المفتي لايريد ان يسمع الناس اي نوع من الرخص والترخص وكأن بعضهم احتكر الدين لنفسه ولخاصته. نحن الان مقبلون على ما يمكن ان يسمى ثورة انقلابية للكثير من المفاهيم والمسلمات خاصة مع محاولة البعض من رجال الدين السذج ولاهداف لاتخفى على عاقل جعل العادات والتقاليد جزءا من الشرع .

* * *

منذ تحول الحركة الوهابية الى حركة سياسية وهي تستعمل الدين لتحقيق رغبات ومصالح سياسية. الان هناك الضغوط السياسية الخارجية والداخلية، وسلاح الدين انقلب على حكومة المملكة فهي حبيسة فكرها القديم وشرعيتها القديمة. الحل هو المشاركة الشعبية الحقيقية في الحكم لكي لا تكون الحكومة حبيسة الفكر والتاريخ الوهابي.

* * *

العلاقة الخاصة التي ربطت بين الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب والامير المؤسس للدولة السعودية الاولى محمد بن سعود رحمهما الله كانت علاقة تأسيس بين شيخ مجدد وأمير موحد وكانت هذه العلاقة مبنية على اساس قوي هو تصحيح العقيدة ونصرة الاسلام الصحيح وفق ايدولوجية محددة تتوافق مع الزمان والمكان والظروف الاجتماعية والسياسية السائدة وقتها اذا ما اخذنا بالاعتبار ان هذه الاحداث كانت في القرن الهجري الحادي عشر وقد مضى عليها اكثر من ثلاثة قرون. وإذا كانت تلك العلاقة الثنائية التي كانت بين الشيخ والامير وفق أيديولوجية معينة وفهم محدد صالحة قبل قرون فلا يعني أنها صالحة للقرن الحادي والعشرين بشكلها الجامد وخصائصها الفكرية والثقافية الخاصة بزمانها ومكانها والظروف المحيطة بها والعوامل المختلفة والسائدة وقتها.

* * *

أرى ان حكم الملك عبدالعزيز لم ينطلق من خلال نصرة الدين ولكنه رجل فطين وذكي قرأ تاريخ الامم وعلم انه لا بد من مبداء ينطلق منه لاسترداد ملك ابائه واجداده ولم يكن ينفع في الجزيرة العربية غير الدين، لهذا كان مطية الحكم. وقد ورد في مجلة الدارة العدد الثاني لعام 1403هـ أن أحد بنود الاتفاق بين الملك عبدالعزيز والحكومة البريطانية ينص على ان لا يتم تعيين حاكم للبلاد لا تكون الحكومة البريطانية راضية عنه وهذا يعني ان الاسلام كخيار للدولة مستبعد ولن يكون الحكم في رجل يعرف بالتدين.

* * *

قامت الدولة السعودية الاولى الجهادية السلفية على المؤازرة بين الدين والسيف فسعدت واسعدت البلاد والعباد وتبعتها الثانية وكذلك الثالثة، ولكن الذي يجري ليس اصلاحا وانما هو افساد، شئ منه هوى وشئ منه ضغوط صليبية بالتعاون مع اوليائهم العلمانيين.

* * *

المملكة وهي تتخذ من الاسلام منهجاً في الحياة والتعامل لا تسطيع العيش في معزل عن النظم الدولية ولا تستطيع التفرد بقرارات فردية دون النظر الى ميزان المكاسب والخسائر، ولعل واقع الحال الان يفرض علينا ان نكون في موقف تقديم التنازل لكي تستمر المسيرة، فضيق هامش المناورة السياسية مع الغرب يحتم علينا حني روؤسنا للحظات لاستيعاب هذه المرحلة الحرجة. هذا بخصوص الاتفاق على ان الاسلام قابل للبقاء وانه مشروع حضاري يمكن له استيعاب المتغيرات الدولية بمرونة لا تفقدة الجوهر.

المؤسسة الدينية تسير وفق التطور الطبيعي لقانون التغيير واعتقد ان الحال لن يقف عند هذا الحد فكما وقفت في وجه تعليم الفتيات في المملكة مع بداية التأسيس، تقف الان في وجه قيادة المرأة للسيارة لذات السبب، واعني لعدم النضوج في هذه القضية، وسوف يأتي زمن نستغرب فية من ان احداً وقف ضد هذا القرار واعني قيادة المرأة. أما اسباب تشوش الصورة كما اعتقد، فهي:

اولاً: تقوقع المؤسسة الدينية على نفسها وعدم انفتاحها على الحياة مما جعلها فاقدة الحضور بل تعدى الامر ذلك الى تحولها لعالة على تطور المجمتع تقيس الامور وفق منظور لاهوتي بعيد كل البعد عن العلوم الحديثة والمنجزات العصرية.

ثانياً: تصرف بعض الجماعات الدينية في المملكة على شاكلة الجماعات الدينية في اوربا القروسطية من خلال التعامل بمبدأ احتكار الحقائق والتفرد بشئون الدين وكل ماله علاقة بالله ورفض الواقع والعلوم والتطور والشعور بالانتداب لحفظ القيم والفضيلة.

ثالثاً: مسايرة المؤسسة السياسية للمؤسسة الدينية بل تدجين الاخيرة وفق مقايضات لا اريد الخوض فيها ولكن يمكنني ان اقول استثمار طويل الاجل من قبل الحكومة في المؤسسة الدينية ومنحها اكثر مما تستحق.

رابعاً: ارتباط الفكر الديني بالخريطة الجغرافية للمملكة وتفرد مناطق بالانتداب لأمور الدين مما ساهم في اختلاط الاعراف السائدة في تلك المناطق بالدين حتى ظهر دين في سياق فكري اجتماعي عرفي يخلط اعرافه بالدين ويخرج بقطة منحوتة.

* * *

كنت أتمنى لو انك أفسحت في الحوار مجالا لاصحاب الفكر الآخر كي يشاركوا ويطرحوا مرئياتهم حول مستقبل وطنهم، لا أن تقصر النقاش على (أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام) الذين اخترتهم بعناية، ربما لانهم يتفقون معك في المنهج والفكر والرؤية! أتمنى أن تدرك ويدرك الاخوة الآخرون أن مجتمعنا واسع ومتنوع جدا ويضم بين أركانه وجهاته تيارات مختلفة ومذاهب فكرية ودينية متعددة خلافا لما يعتقده البعض، فمن الافتئات على الواقع إذن أن يتصدى لمناقشة الشان الوطني العام أشخاص لا يمثلون إلا تيارا واحدا في الساحة قدر له أن يكون هو المهيمن على ما عداه بفضل الدعم والتمكين الرسمي، ومن العسف وعدم الموضوعية أو المنهجية أن تهمل بقية التيارات والأطياف الأخرى وتستبعد من دائرة الحوار!

أين الاخوة الشيعة من نقاشكم، بل وأين إخواننا الآخرون من المالكية والشوافع والاسماعيلية؟! أليسوا هم أيضا اخوة كرام يشاركوننا هموم الوطن وتشغلهم هم أيضا وبنفس القدر وربما اكثر هموم الحاضر ومشاغل المستقبل؟! ثم هل هموم المتحاورين هنا، أي الاخوة الأعضاء الحصريين في مجلس تشخيص مصلحة النظام، هل همومهم هي نفس هموم الاخوة الليبراليين والحداثيين والعصريين وغيرهم من الداعين إلى تحديث المجتمع والأخذ بأسباب التقدم والرقي والحضارة؟! ألا يكون الحوار اكثر ثراء وجدوى وفائدة بوجود أشخاص مختلفين ومتنوعي الأفكار والتوجهات والمشارب لكنهم في النهاية ينتمون للوطن نفسه ويشتركون في نفس الهدف وذات الغاية؟!

للأسف عندما رأيت العنوان وقرأت المقدمة أدركت أن مشكلتنا العويصة والأزلية في هذا المجتمع هي آفة الإقصاء ونفي الآخر المختلف، وهو مرض يبدو انه ليس مقتصرا على التيار المتشدد من السلفية وانما تبدو أعراضه وعلاماته واضحة حتى عند التيارات السلفية الأخرى التي خيل لنا أو توهمنا أنها معتدلة نسبيا وأقل جنوحا نحو التطرف والأحكام الحدية والطروحات الاقصائية!

وفي الختام أعيد ما كنت كتبته في مكان آخر، وهو أن أي مبادرة أو خطة للإصلاح لن يكتب لها النجاح ما لم تكن مرتكزة على وعي صاحب القرار بان المواطنة الحقة مرهونة بإشاعة العدل والمساواة والحرية المتكافئة بين كافة فئات وطوائف المجتمع، وفي موازاة ذلك يجب بذل كل جهد ممكن ـ على المستويين الرسمي والشعبي ـ باتجاه إيجاد واقع اجتماعي وفكري جديد يكفل تبلور ثقافة مجتمعية جديدة ومتسامحة ومنفتحة وبعيدة عن الجمود والتحجر والتطرف الديني والإقصاء، تعترف بحق الآخر في الاختلاف وتعي أهمية التنوع والتعددية الفكرية والمذهبية ودور ذلك في إثراء القيم الحضارية والإنسانية للمجتمع.

* * *

من الهزال في عقائدنا وديننا واقتصادنا وقوتّنا.. أننا لا نستطيع أن نأخذ موقفاً صلباً في اي موضوع.. لا نستطيع في أن نحكم في إستهزاء مسلسل تلفزيوني بهذا الدين فضلاً أن نناقش تاريخاً نتاجه هذا الهزال وهذا الخور. الملك عبدالعزيز كان فذاً، كان رجلا بدرياً في عصر الزندقة أو كان إماماً في عهد الضياع. من الأفضل أن نناقش توجه الدولة الآن مباشرة لا أن نناقش ما كان دين الدولة قبل مئة عام.. ذلك عصر هزيل وهذا عصر أهزل منه والله عز وجل لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

* * *

هل اختلطت عليكم الامور في عفوية دنيوية؟ ام تحاولون خلطها او طحنها في مطاحن الهوى؟ مشكلة البشر في هالديرة فهمهم لفلسفة الحكم كما اوردها الشاعر حمدان من قديم الزمان. مشكلتنا الحقيقية اننا عشنا دهور وازمنة في نعيم الهوى، انغمسنا فغرقنا فاخذتنا الدنيا عن الصراط المستقيم، غفونا وجرفنا الزمان الى مؤخرة الامم، وبكلام اهل العصر لم يكن لدينا برنامج لا ديني ولا دنيوي. تنبهنا متأخرين عن ركب الامم، نحاول اللحاق ولكن لا مطية. برز فينا ومنا من ينادي بمطية الدين، للحاق بالركب، ونعم المطية ولكن هناك من يرى في هذه المطية تهديدا لدنيويته التي عاشها.

* * *

هل ولاة أمرنا في هذا الوقت في حالة تصحيحية لدين الآباء؟ إن قلنا نعم فهذا يعني أن دين السابقين فيه من الخلل ما فيه. وإن قلنا: هم على الحق السابق فنحن حتماً كأمة.. أشر من حمير رأت الشيطان، وإن كان السابقون على الحق واللاحقون إنحرفوا عن المنهج السليم فما أحرانا أن نقول الحق نصحاً لولي الأمر. وأرجو هنا أن لا يأتي من يقول أن الدوائر الدينية لها دور فيما يحدث، وإلا كنا ندور في حلقة مفرغة من تحديد المسؤليات.. وأظن أن الطفل الآن يعرف أن السلطة الدينية لا تهش ولا تنش.. وأنها مسلوبة الإرادة إما لسطوة السلطان اولفتنة (الأحمران). المؤسسة الحاكمة تحكم الشرع فيما ينفعها وإذا تعارض ذلك مع أي وضع سياسي داخلياً كان او خارجياً فأقرب الطرق للتنفيس هو الضغط على التيار الديني لأنه هو الباعث والمحرك للناس حماساً وركوداً. وأرجو أن لا يخرج علينا أحد الطيبين ويقول أني أكفر الدولة. ما أود قوله أن ولاة أمرنا في الوقت الحالي (من باب حسن النية) غلّبوا السياسة على الدين وضربوا بالدين عرض الحائط.

* * *

إن الملك عبد العزيز عندما كان في سدة الحكم كان يرى أمورا لا يتعمق بها أنها ستكون ذات بعد ديني أو غيره، إنما كان الهم الرئيسي لديه هو نجاح هذه الدولة ولذلك عهد المعاهدات وأعطى للبريطانيين ما يرضي غرورهم، واستلم منهم ما يثبت وجودهم، وأعطى للعلماء ما يريدون ومنع منهم بعض الأمور، كل ذلك لهدف واحد هو تثبيت هذه الدولة، ولذلك فإن تثبيت الحكم أساس والباقي يأتي تبعا له ولو استقرأت التاريخ لرأيت هذا واضحا وضوح الشمس حتى فتح بني أمية وبني العباس لكثير من الأرض ما هو إلا توسع استيطاني لم يكن الدين له أولوية في فكرهم.

* * *

قرأنا في التاريخ الذي صاغته الحكومة السعودية بأن الملك عبدالعزيز لم يرافقه في فتح الرياض أي من العلماء في ذلك الوقت.. وهنا مسألة مهمة.. إذ غاب أو غُيّب عنّا رأي العلماء في ذلك الوقت والذين كانوا تحت إمرة إبن عجلان.. ومن أبرز العلماء في ذلك حسب معلوماتي: الشيخ محمد بن عبداللطيف ال الشيخ، جد المفتي الآن، والشيخ بن عتيق، والشيخ حمد الفارس. وكان أول ما قام به الملك عبدالعزيز أن قرب هؤلاء العلماء له وأكرمهم، وأعتقد أن هذا يعتبر أول تحالف بين السياسة والدين في تاريخ المملكة. نستنتج أن بذرة إنشاء المملكة العربية السعودية لم تكن مدعومة دينيا وبالتالي فإنها سياسية بحتة في بدايتها.. اقترنت بالجانب الديني. حيث تم تجاوز مسألة الخروج وشرعيته وأصبح الأمر واقعا.. وبالتالي يتغير الحكم في المسائل الشرعية تبعا له. نلاحظ أن دور عائلة ال الشيخ كان معدوما في بداية المملكة.. وبدأ دورهم فيما بعد ذلك.. ولكنهم حصلوا على نصيب الأسد من الإهتمام الحكومي. الملك عبدالعزيز حينما مكن العلماء في المشاركة لتأسيس المملكة ربما لم يكن يدر في خلده أن هناك بعض الجوانب سوف تصطدم مع بعض الرؤى السياسية له.. مما يفسر بعض حوادث التصادم بينه وبين جماعات الأخوان. من جهة أخرى فإن المستوى العلمي لعلماء نجد كان ضعيفا في ذلك الوقت، ولم يكن لهم حضور قوي. فحدث كثير من الأخطاء وتراكمت وانعكست فيما بعد على الحالة الاجتماعية والسياسية للمملكة بشكل عام.

* * *

لا أحد يشك بأن تحرك ابن سعود من الكويت هو لاستعادة الملك. وأما أنه كان يخشى المشايخ ولهذا فقد جاملهم وأعطاهم فهذا غير صحيح. فالجميع يعلم أنه لم يكن للعلماء سمعة ولا أمر ولا نهي. وأما الأخوان وحركتهم فقد كانت حركة فيها انحراف كبير ويكفي أن تعلم أن أحد زعمائهم كان له خروفا ويمنعه من الأكل ليصوم عنه رمضان. وكانوا من الجهل الكبير بحيث أنهم يذهبون بكل تبجح لأي الحضائر ويقولون نريدكم أن تسلموا على أيدينا. ولم يشتهر من البادية بالتدين إلا محمد بن هندي من عتيبة رحمه الله. أما البقية فقد حاولوا التحالف مع الانجليز فيما بعد السبلة. لم يكن عبد العزيز مجبرا على أن يعطي كل هذه السلطة للمشايخ. ولكنه تفرغ للسياسة وترك الأمور الدينية لهم. ومع ذلك فشلت السلطة الدينية في: استيعاب التغيرات مثل تحريم تعليم البنات وتحريم الراديو والتلفزيون..الخ؛ وفي التعليم النسائي حيث انتشرت الرشوة والمساومة على الأعراض؛ وفي النظام القضائي حيث ينتشر الفساد والرشوة.

في المقابل نجح الجانب السياسي في ترسية دعائم الدولة ولكنه لم يسلم من علات الجانب الديني، فالفساد الإداري والمالي والرشوة والواسطة الظالمة تأكل حقوق الناس.

* * *

كان هناك علماء وكان هناك طلبة علم ولكن كانت السياسة وأمور الحكم هي المسيطرة وقد يقتل الناس في ذلك السبيل والتاريخ لاينسى أحداثه. الذي يحدث الآن لا يختلف كثيراً عمّا كان يحدث آنذاك مع إستثناء وضع الناس الإقتصادي والإجتماعي والعلمي وبروز العلماء وطلبة العلم والضغوط على هذا الدين من القوى الخارجية والتي أدت إلى تفطن الناس على كل مستوياتهم الى أن المراد بالمجابهة هو هذا الدين. أما اساسه فاللعب معهم له قواعده التي يمكن التصرف في حيثياتها. ولاة الأمر لدينا الآن لا يقلون ذكاءً عن السابقين ولكن ظروف الوقت الحالي تختلف جداً عن تلك الأوضاع ونحن نرى أن حاجز المعارضة العلنية قد كسر في هذا الوقت مع توفر كل إمكانيات السيطرة وكل أدوات الحكم القوي. ولاة الأمر مسلمون، لا شك في ذلك، ولكن الدين يصبح قضية سياسية إذا تعارض مع المصالح، فيناقش الدين وتأثيره مثلما يناقش تأثير العلمانية وتأثير التطرف وتأثير الوجود الأجنبي وهكذا. ولذلك نرى أن الحس الديني عند الساسة يرتفع وينخفض حسب متطلبات الساحة السياسية.

* * *

فيمن تمثلت السلطة الدينية سابقاً ولاحقاً؟ ومن قوادها؟ وماهي معالم إتخاذ المؤسس للدين كهدف من الأهداف؟ سيقول البعض أن المؤسس قام بحركة تجديدية في الدين وكسر الأصنام حول الكعبة وأنه لا يضاهيه إلا الشيخ ابن عبدالوهاب! مزاعم لا تخلو من إجحاف، وانحيازية لا تخلو من مقاصد الله أعلم بها. في صالح من كان تعطيل القضاء ونشر الرشوة وفتح الإعلام على مصراعيه لأهل الفساد؟ وفي صالح من كان إستعداء نصف المجتمع على مقررات هذا الدين وعلى أعراف أهل البلاد؟ هذا كله كان في صالح من إزدادوا غنىً وفحشاً وقلة أدب مع أهل هذه البلاد وحملة الدين القويم. إذن الدين أصبح هدفاً.. جيدا!

* * *

كيف أصبح العنف مشروعاً في السعودية؟


كيف أصبح العنف مشروعاً في السعودية؟

هناك الكثير من الموضوعات الهامّة التي تطرح للنقاش في مواقع سعودية على شبكة الإنترنت، حيث يفصح المتحاورون عن بعض من مكنوناتهم الداخلية وضمن هامش معقول من الحرية، بحيث يمكن رصد هذه الحوارات واعتبارها بشكل عام مؤشراً على اتجاهات الرأي العام السعودي، بأكثر مما تعبر عنه الصحافة والإعلام المحليين.هناك على شبكة الإنترنت، يقوم أفراد ممن يمكن اعتبارهم منتمين الى الطبقة الوسطى العريضة في المملكة بالتعبير عن اتجاهاتهم وميولهم وآرائهم. هؤلاء في مجملهم وكما يبدو من الحوارات العديدة مسكونين بأنواع مختلفة من الهموم الجمعية، لم تجد لها متنفساً في الإعلام المحلي، ولا يمكن طرحها إلا بكثير من الحذر حتى لا يحظر الموقع محلياً، مع أن أكثر المواقع الحوارية السعودية أصبحت محظورة.

ما يهمنا هنا، هو استجلاء للآراء المختلفة بين السعوديين في قضايا وطنية مصيرية بالغة الحساسية. وسنقوم في كل عدد بعرض قضية من القضايا، وآراء المختلفين، الذين لم يجدوا إلاّ مواقع الإنترنت لطرحها على بساط النقاش. الموضوع التالي منقول عن http://www.wasatyah.com

* * *

ليتني ما رأيت ذلك المشهد.. وما شهت تلك الاشلاء المتفحمة من شباب أنتجتهم هذه الأمة! هؤلاء منا، وإن أنكرنا فعلتهم، وشنعنا عليهم. إنهم منا، نحن أنتجناهم، وطبخناهم بواقعنا المأساوي. إنهم نتاج عصر (الفتنة) الذي تعيشه أمتنا. لقد ذهب شبابنا وقوداً لأفكار ومعارك لم تجر على الأمة إلا الفساد. كم كنت تمنيت من قبل إلا تؤول الاوضاع الى هذا المشهد المحزن. هؤلاء الشباب هم نتاج خطاب (منفعل)، خطاب يصور الواقع بصورة مأساوية، حتى يخيل لذلك الشاب ان الدنيا مظلمة، ويغذى بنزعة الانتقام، والتكفير، والنيل من العلماء والدعاة، حتى يشعر بالغربة عن المجتمع، والانفصال عنه شعوريا، ثم يتوج ذلك كله بمثل هذه التصرفات. أي خطاب وفكر أنتج هؤلاء؟! أي خطاب يحيل ارض الاسلام لتكون مسرحية لعمليات التفجير والاغتيال؟

* * *

الحدث يظهر لنا أننا نعيش في أزمة حقيقية كبرى.. انشقاق وانشطار في الحركة الإسلامية في الداخل.. فوشائج التواصل بين العلماء وبين كثير من الشباب متقطعة متمزقة ؛ بل العلاقة بين علماء الصحوة وكثير من شبابها علاقة تضاد وتنافر. أرى أن العلماء يتحملون جزءا كبيراً من وجود هذه الإشكالية... فالمتأمل لطرح كثير من العلماء يجده مغيباً عن حياة كثير من الشباب.. فأكثر أطروحات المشايخ وعظي ترقيقي لا ينسجم مع فكر الشباب وعصرهم.

* * *

لقد أثمر الجهاد الإفغاني ثمارا مرة وها نحن نقطفها الآن ونتلقى الصفعات من أهل الجهاد أنفسهم. إن أول من هيج هؤلاء الشباب هم بعض المشايخ في هذا البلد وبعد أن أوقعوهم في الفخ، تخلوا عنهم وتركوهم في غيهم يعمهون لا يعلمون أين يذهبون تخبطوا وتاهوا وفي النهايه إذا هم يقتلون المسلمين. ومع ذلك نجد من يناصرهم من بيننا ومن يدعو لهم، وبدأت تخرج الفتاوى لهم من أناس شربوا من نفس كؤوسهم وإذا بنا نجد غالبيتنا في نظرهم كفارا ونستحق القتل. ألأجل هؤلاء ورفضنا لقتل المسلمين نكفر إنها والله معضلة وشلل فكري أصاب ثلة من أبنائنا وثلة من مشايخنا لن ينفع مع الأمراض الخطيره إلا استئصالها من جذورها برمتها وبترابها ومواطنها مهما كلف الأمر.

* * *

لكي لا تختلط الأوراق.. هذا رأي الجماعات الإسلامية السعودية في تفجيرات الرياض.

1- موقف السلفيين (ويقف على قمتهم المفتي وبقية أعضاء الإفتاء وكبار السن من العلماء أمثال الشيخ/الجبرين والشيخ/ الفوزان) وهؤلاء كان موقفهم رافض لهذه الممارسات وأصدروا بالفعل فتوى بتحريم هذه الأعمال.

2- السرورية (ويقف على قمتهم - العودة والعمر والحوالي) وقد كان موقفهم قريب جداً من الإتجاه السلفي سوى أنهم وفي موقع (الشيخ/ العودة) برروا هذه الجريمة وحاولوا أن يستغلوا هذا الحدث لصالح إتجاههم ودعوتهم، وهذا الإتجاه فقد الكثير من أنصاره وأتباعه بسبب تغير أو (تطور) مواقفهم من الخطاب (التحريضي الجهادي) إلى الإتجاه (العقلاني السلمي).

3– موقف الجهاديين (ويعتبر الشيخ/ حمود الشعيبي - رحمة الله - المنظر الأول لهم، وكذلك كل من الفهد والعلوان والخضيري) وهذا الإتجاه يعتبر حديث التكوين ولكنه هو الأخطر والأكثر تهوراً، وقد كان موقف أتباعه مؤيداً وبشده لهذه العمليات، بل إن منهم من يراها غير كافية ويطالب بالمزيد، أما منظريهم فلم يصرح بإستنكارها سوى (العلوان) مع صمت مريب من البقية، و(غالبية) أتباعه هم ممن خاض غمار الجهاد في أفغانستان والشيشان.

4– موقف التنويريين أو العقلانيين (وهذا الإتجاه برز مع ظهور الإتجاه الجهادي)، ولا يتسيد هذا الإتجاه شخص معين ولكن يغلب على أتباعه الثقافة والقراءه الواسعة خاصة في الكتب الفكرية والسياسية، وهذا الإتجاه كان موقفه رافضاً لهذه العمليات، وأضاف كذلك بعض الحلول والنظريات في سبب هذه المشكلة ودوافعها.

* * *

أسجل هنا بعض هذه الأسباب التي أرى أنها الدافع الرئيس وراء الفكر المتطرف:

1- موقف العلماء وابتعادهم عن أصحاب هذا التيار وعن محاورتهم وتقبل ملحوظاتهم.

2- تعامل السلطة معهم ونظرتها إليهم حيث مرت بهم فترة من الزمن كانوا يذهبون بنصف التذكرة إلى أفغانستان، ثم حين تحولت الأحداث السياسية وانتهت مصلحة أمريكا من هذا الجهاد أصبحوا يواجهون السجون والملاحقة وعيون الشك والريبة.

3- البطالة التي يمرون بها حيث فصل من عمله من كان منهم موظفا في إحدى الوظائف الحكومية.. وأصبحوا لايستطيعون الحصول حتى على رخصة لفتح محل تجاري.

4- حالة الإحباط العامة التي تصيب المسلمين كلهم من هيمنة وطغيان أمريكا وإذلالها للشعوب. كل ذلك بلاشك جعل حرقة في النفوس تزداد اشتعالا.

5- الفساد العام الذي تعيشه البلد... فساد وفوضى وسرقات في المال العام وانعدام في فرص العمل وانتشار للواسطة والمحسوبية ومضايقة لأصحاب الرأي وملاحقة وتضييق عليهم.

6- حالة استفزاز وقهر ومهانة من إعلام عربي وإسلامي يوجه إليهم الشتائم صباح مساء ويصفهم بأقذع الأوصاف دون أن يناقش همومهم بصدق وشفافية ودون أن يفتح لهم الأبواب لطرح ما يريدون.

* * *

العلاقة متوترة بين الحكم السعودي والتيار الإسلامي الجهادي ممثلا في العديد من السعوديين الذين شاركوا في حروب أفغانستان والبوسنة والشيشان وغيرها، ولقد برز في هذا التوتر بعض علماء الدين المعارضين للسلطة بسبب هذه التفجيرات المتتالية من جهة، وتصعيد هذا التيار لخلافه مع الحكم السعودي عبر المساجد وشرائط الكاسيت وأخيرا الإنترنت. لا يمكن فصل ما حدث أو تداعياته المرتقبة عن ملف الإصلاحات السعودية الداخلية التي لا تزال دون تطلعات معظم التيارات الإسلامية المعتدلة في السعودية. فليس سرا أن ملف الإصلاح الذي شهد انتعاشا غير مسبوق تمثل في لقاء ولي العهد السعودي الأمير عبد الله مع قيادات إصلاحية سعودية في أبريل الماضي (2003) وإعطاء وعد بالتقدم في هذا الملف، لا يزال يراوح مكانه بسبب قيود تتعلق بوضع الحكم السعودي. وهناك توقعات متضاربة، بأن يشهد هذا الملف تحركا أكثر نحو الأمام عقب تفجيرات الرياض أو العكس، حيث يتوقع البعض أن تزيد السلطة صلاتها بالعناصر الإصلاحية المعتدلة على حساب العناصر الجهادية الأكثر تشددا في مطالبها، فيما يتوقع آخرون مزيدا من التشدد ضد التيارات الإسلامية عموما، يضر بالعملية الإصلاحية. بسبب حجم الضغوط الأمريكية المتزايدة على الحكم السعودي وما سببته التفجيرات من حرج كبير له، فقد نتوقع المزيد من الإجراءات الأمنية المشددة، وهو ما قد يعطل في المحصلة النهائية مسار الإصلاح السياسي والاجتماعي. لكن على الجانب الآخر، هناك وجهة نظر متفائلة ترى العكس، وأن التفجيرات قد تسرع التوجه نحو الإصلاحات، وإلا فالمقابل سيكون زيادة التفجيرات وربما تحولها نحو السلطة ذاتها وليس فقط الوجود الأجنبي.

(عن موقع إسلام أون لاين)

* * *

يجب أن نعالج أسباب ظهور حملة مثل تلك الأفكار الاجرامية، بدل أن يسبقنا الى التحليل والتفنيد بنو علمان (العلمانيون) وغيرهم ممن يقتنصون مثل تلك الفرص جيداً لتحقيق أهدافهم سواء بتغيير المناهج أو غير ذلك. لو نظرنا الى تلك العمليات وفق المنظور السياسي فهي ليست بذات ثمرة، وكما هو معلوم فان أحد أهم أساسيات السياسة (أن تفوق مكاسبك ما تخسره) وهم بالعكس خسروا بل وسيخسروا الكثير الكثير جراء ذلك العبث السياسي. لن نندهش ان كان هناك آثاراً سلبية على المستوى الرسمي، حيث أنه من المؤكد أن الأمريكيين سيضاعفون الضغوطات والمطالب على الحكومة السعودية، فبدل أن كانت الضغوط مقتصرة على المناهج وما تبعها ستطال بالتأكيد أموراً أخرى.

* * *

الشبه التي أثارها البعض حول شرعية ما قام به إخواننا المجاهدون ـ جزاهم الله خيرا وكثر من أمثالهم ـ تتلخص في شبهتين: الأولى: أن القتلى من الأمريكان مستأمنين معاهدين. الثانية: أن من بين القتلى مسلمين أبرياء. لو سلمنا جدلا أن الأمريكان الذين في الجزيرة العربية معاهدين أو ذميين أو مستأمنين فقد إنتقض عهدهم وميثاقهم بقتل أمريكا إخواننا في أفغانستان والعراق وفلسطين كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في بني قريظة. أما الشبهة الثانية (وهي أن بين القتلى مسلمين): فالجواب عنها أن من قتل من المسلمين فهم لم يقصدوا بالقتل ابتداء وإنما قتلوا لاختلاطهم بالنصارى الأمريكان في أماكن ترتكب فيها الفواحش والعياذ بالله ، فلم يمكن تميزهم عنهم فيجري عليهم ما ذكره أهل العلم في مسألة التترس. قال الشيخ الإمام حمود الشعيبي ـ رحمه الله ـ عند جوابه عن شبهة من قال أن في القتلى أبرياء لا ذنب لهم: '' الحالة الثالثة: أن يكونوا من المسلمين، فهؤلاء لا يجوز قتلهم ما داموا مستقلين، أما إذا اختلطوا بغيرهم ولم يمكن إلا قتلهم مع غيرهم جاز، ويدل عليه مسألة التترس وسبق الكلام عنها''.

* * *

أهل الصليب ليسوا مستأمنين، بل هم المُــؤَمّنون لآل سلول، فالكلام عن المعاهَـدين والمستأمِـنين تلبيس شديد، إذ أن أهل الصليب هم الذين يحمون عروش حكام الردة، ويحرسونهم! ثم إنهم أهل غزو لا اهل أمان، إذ أنهم هم المتمكنون، المسيطرون، المتنفذون، القول قولهم، والرأي رأيهم، والأمر أمرهم: فمقاتلاتهم في المطارات رابضة، وقواعدهم على أرض التوحيد جاثمة، وعساكرهم منتشرة. ثم هل هذا الأمان طاعة لله أم معصية؟ أليس قد أمر نبي الملحمة محمد بن عبد الله القرشي بإخراج هؤلاء الأنجاس من جزيرة التوحيد؟ هل يطاع ولي الأمر طاعة مطلقة؟ أم إن من ديننا أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؟ أيهما نطيع: سيد الخلق، بأبي هو وأمي؟ أم ولي الخمر عبد أمريكا؟ ثم هب أن أمان أولئك المرتدين نافذ! فمجاهدوا القاعدة طائفة مستقلة، قد تبرأت من تلك العهود، وأعلنت عليهم الحرب، وحذرتهم من البقاء للإفساد في جزيرة التوحيد! وأنها لا تعترف بمواثيق آل سلول! فعهود المرتدين لا تلزمها!

* * *

حول شرعية تفجيرات الرياض فإن هذا العمل شرعي 100%.مثل هؤلاء يرى أن الأمريكان في كل مكان محاربون حتى وإن دخلوا في دولة مسالمة. هؤلاء لا يرون من قتلوهم (معاهدين) من وجوه: من طرف المعاهد، ومن طرف من أعطاه العهد.

1- من طرف المعاهد (الأمريكي) حيث أن دولته وحكومته تحارب المسلمين وتدعم اليهود.

2- من طرف من أعطاه العهد وهو (ولي الأمر). إن ولي أمر المسلمين الحالي ليس وليا شرعيا معتبرا.. وقد ارتكب مكفرات مثل موالاة الكفار وإعانتهم على المسلمين. المفجرون وصلوا لدرجة من التعبئة الشرعية ما يوصلهم إلى ارتكاب العملية الاستشهادية. فهم يرون في قتل الأمريكان مقدم على الانتباه إلى أمن المواطنين. هذه الفئة تبني أفعالها على اجتهاد نصوص من الكتاب والسنة.. فليس حلها بأن تكبت أو تحارب أو تطارد أو تنشر صورهم ويشهر بهم! هذا الأمر سيزيدهم اعتبارا بشرعيتهم كما يعتقدون. بل الحل أن نواجه هذا الفكر بفكر مثله بأن نفتح أبواب الحوار معهم.

* * *

قال أحدهم مستغلاً مآسي وطني: هاتوا لي علمانياً قام بالتفجير أو القتل. بمناسبة أو بغير بمناسبة يُحشر العلمانيون في كل حديث أفك إسلاموي، أو دعاء وقنوت على اليهود والنصارى والكفار، أو تخلف في التنمية، أو اخطاء وقصور في إدارة البلاد، أو بغي وفساد في الوطن. هاتوا لي علمانياً قام بعملية إنتحارية مسبباً الدمار والقتل لأبرياء وممتلكات عامه بإسم الله أو بإسم الوطن أو بإسم العلمنة. هاتوا لي علمانياً أفتى بجواز ترويع الآمنين أو قال بوجوب كراهية وقتل الإنسان المسالم الذمي. أروني علمانياً قال: الشيوخ أبخص.. والحاكم ظل الله في الأرض. ويجب طاعة الأمير ولو جلد ظهرك وأخذ مالك. انقلوا لي أقوال علمانين تدرّس في مناهج التعليم.. تدعو إلى تغيب العقل.. وتجعل فهم الحياة بيد موتى من الماضي السحيق.. أو قصائد أو منثورات وأقوال.. تعلم الاطفال والشباب إحتكار الرأي وإقصاء الآخر. أسمعوني خطبة في مسجد أو في شريط كاسيت.. لعلماني.. يحرّض على قتل ونفي بعض ابناء الوطن من الطوائف والمذاهب الأخرى غير الوهابية. هل سمعتم عن علماني يدعو إلى تهييج العامة ويرسل الشباب إلى الموت وهو يشرب نخب الزنجبيل على إيقاع فتاوى وهابية، وينتظر قيمة الفتوى من السلطان أو من تبرعات الناس. هل رأيتم علمانياً يحني رأسه ليقبله العشرات من الناس في الأماكن العامة ويستغل الساذجين فيزوجوه بناتهم لينالوا بركته ويقوموا بخدمته في كل شؤون حياته اليومية: من تغيير زيت السيارة إلى التعقيب على طلب منح الاراضي. هل سمعتم أن علمانياً... قال بوجوب قتل الشيعة ولو كانوا أبناء بلده وجيرانه.. أو أفتى أو وقّع بياناً بكفر وردة بعض المثقفين والمفكرين.

* * *

التبرئة الكاملة، وتحميل المسؤولية الكاملة لعنصر واحد من العناصر المؤدية للفكر التكفيري أمر غير رشيد. هي عناصر مختلفة وأرهاصات تاريخية تؤدي الى نشوئه وقد تختلف من بلد الى بلد. احد العناصر دعوة نجحت في فترة معينة في ظروف معينة مثل تطهير الجزيرة مما أسمته من الشركيات التي ظهرت في المجتمعات المسلمة في القرنين 13 و14 الهجرية، ولكن بالطبع محاولة التمسك بكل جزئيات هذه الدعوة في ظروف مختلفة قد يفضي الى كارثة لا الى نجاح. والدعوة الثانية ظهرت في شبه القارة الهندية في أواسط القرن الميلادي الماضي وذلك لإنشاء وطن خاص بالمسلمين والخلاص من غير المسلمين لأنهم الأكثرية. والثالثة خرجت من السجون المصرية فخرجت فكرة تكفير الحكام وقتالهم. هذه باختصار المصادر الرئيسية الثلاث المتهمة باشاعة فكر التكفير في العصر الحديث. وما حدث في افغانستان هو تزاوج لهذه الاتجاهات، فحملة الفكر الوهابي المتشدد تواجدوا هناك بقوة، وكذلك الجماعات الاسلامية المصرية هروباً من السجون، وكذلك الباكستانيون المتشددون. ومع الاسف وجدت هذه الجرثومة الفكرية بيئة خصبة للنمو والتوالد في العالم الاسلامي في ظل عدم وجود الحريات في التعبير وابداء الآراء والنقاش الصحي المفتوح، ثم الظلم الاجتماعي والوضع الاقتصادي السيء والفقر والبطالة ولا ننسى المنكرات المتفشية والخطاب الديني المنفصل عن الحياة. لذلك فان عملية تفكيك بناء هذا الفكر القاتل لا يمكن ان يتم في ليلة وضحاها وبوصفة سحرية ناجعة، بل ان الامر يحتاج الى عمل طويل وخطة اصلاح عريضة وصعبة لانها سوف يلزمها نزع أشياء كثيرة من أناس كثيرين.

* * *

هؤلاء الذين تلاحقونهم اخوة لنا ومن اهلنا، وانتم من نحى بهم هذا المنحا ومضى بهم الى هذا السبيل فعلام تتجاهلون ذلك؟ ولمصلحة من؟ الوطن لم يمنحهم تذاكر السفر ويسهل لهم سبيل الجهاد ويحرضهم على قتال الكفار؟ والوطن لم يقل ان الكفر سوفييتي وليس أمريكي؟ لماذا تتاجرون بالوطن مقابل حماية واقع مذل مهترئ وسياسات انانية لا تحفظ للوطن عرضا أو ارضا أو كرامة أو شرفا؟ لماذا لا نتحدث صراحة وبصدق بدلا من القفز على الحقائق وكأنما لا يمشي على ارض هذا الوطن إلا بهائم غاية مطالبها ان تجتر اغاني التمجيد للملك؟ عندما أبحث عن عمل ولا اجد، وعندما أبحث عن سرير مشفى ولا اجد، وعندما أبحث عن دواء ولا املك قيمته وعندما أبحث عن ضمان اجتماعي ولا اجد، وعندما أبحث عن سلفة مالية لتسديد فاتورة الماء والكهرباء ولا اجد، وعندما أبحث عن مواصلة نقل ولا أجد، وعندما أبحث عن سبيل للعيش ولا أجد، فما قيمة هذه الحكومة وما قيمة هذا الوطن؟ واذا كنت ارى بعيني طفل الاسرة المالكة أو من يتصل بها بنسب أو حسب أو شارع أو فنجال يبعثر المال ويمشي في الارض مختالا، أفلا أحقد؟ لماذا تطلب الحكومة الرشيدة من مواطنيها الموسورين التبرع لهذا المشفى أو اقامة خزان ماء أو اهداء ماطور كهرباء أو سفلتة طريق؟ أين تذهب اموال النفط؟ لماذا يتكرم صاحب السمو بمكرمة ويأمر بنقل مريض الى المشفى أو استقدام طفل معاق من بلاد الواق واق للتنويم في مشفى عسكري تحت عدسات الكاميرا؟ عن أي وطن تتحدثون؟ ومن تعنون بالمواطنين؟ لا ارى مواطنين بل ارى مجلودين قد انهكتهم الحيلة واذلتهم الحاجة.

* * *

هناك كثير من المواطنين يشجعون على تلك الأعمال ليس اقتناعا بشرعيتها، ولكن كرها للدولة ويؤيدون اي عمل يزعزع امنها، لعلها يوما تلتفت الى مواطنيها. الوطنيه وحب الوطن لا يأتي بالخطب العصماء والكلمات الرنانه بل حب الوطن يأتي بالعدل بين الناس، حب الوطن يأتي باحترام المواطن. كثيرا ما نسمع أو نقرأ التساؤل لماذا ولاء المواطن السعودي ووطنيته لقبيلته أو مدينته فقط، ولا تجد احد يجيب على هذا السؤال. الجواب بكل بساطه انه لا يمكن للوطنيه ان تنمو في بلد التفرقه بين المواطنين. لا يمكن للوطنية ان تنمو في بلد خزائن الدوله مفتوحه لكل امير يغرف منها كما يشاء، بينما المواطن يجمع ويطرح ويقسم طول الشهر لعل اوعسى ان يكفيه مرتبه الى آخر الشهر. لا يمكن للوطنيه ان تنمو في بلد جميع اراضيه ملكا للأمراء، بينما المواطن يستأجر او يستلف أرضا من صديق ليحجز إسما لدى الصندوق العقاري لعل وعسى يوما ان يملك أرضا. لا يمكن للوطنيه ان تنمو في بلد لا يستطيع التاجر ان يمارس تجارته إلا بمشاركه امير لتسهيل اموره.

* * *

حينما سمعت من صديق لي بالرياض انه حدثت انفجارات بالرياض لم استطع ان أخفي فرحي حقيقة من أي عملية انتقامية ضد الصليبيين المتواجدين لدين. لقد كانت التفجيرات السابقة في العليا والخبر احترافية ولم تصب غير الامريكان ولذا لم اخفي فرحي والتشفي بها من الصليبيين وأذنابهم لدينا، ولكن في هذه العمليات صحيح ان الهدف كان صليبياً ولكن ليس من المعقول ان (يتعمد) قتل حارس المجمع المسلم من أجل الوصول الى هؤلاء الصليبيين وقتلهم وترويعهم. هل هو نهج جديد في تنظيم القاعدة أم انه بعد ان انفصلت قياداتها عن خلاياها مؤخرا - بسبب الضربات الامريكية – تكونت جماعات صغيرة غير موجهة. هل هي تباشير خطيرة في تغير منحى العمليات وشكلياتها؟ هل هناك اطراف دخلت على الخط لتزيد من شظايا العمليات ضد المصالح الامريكية لتصيب بعضاً من المسلمين؟ هل القيادات الشرعية والعملية للخلايا سيصيبها ما اصاب الجزائر من التطرف، وهل ستفلت سيطرتهم على الاتباع وتضيع بوصلتهم في غمرة الملاحقات الامنية والثقافية؟ هل هناك أطراف اخرى تغذي نهج ''قتل بعض المسلمين'' في سبيل الوصول الى الصليبيين؟ وهل سيتوسع هذا النهج مع زيادة الضغوط النفسية والمخابراتية من الدولة ليكون قتل مجموعة من المسلمين في سبيل الوصول الى بعض الصليبيين.

* * *

من فرق بين أفغانستان والجزيرة كذبته (حيث وجدتموهم). حربنا مع أمريكا بدأت يوم أن دخلت الجزيرة.. وتأكدت حين غزت أفغانستان.. ولم يعد التشكيك في ذلك بعد غزوها للعراق إلا نفاقا. لقد أعلنوا الحرب على الله ورسوله. ولا يخفى ذلك إلا على من طمس الله بصيرته. قال تعالى: واقتلوهم حيث وجدتموهم. في أمريكا.. في أفغانستان.. في الفلبين.. في الجزيرة. لا فرق. ومن أنكر ذلك كذبته (حيث وجدتموهم). ان حربنا على أمريكا اليوم لا يحدها مكان كما أفتى بذلك شيخنا الفاضل الخضير حفظه الله. فلم هذا الصخب والاستنكار والتشويش على عمليات الرياض؟ انها حدثت على أرض اسلامية وقتل فيها أبرياء (هكذا يزعمون). ولكن.. أليست أفغانستان والشيشان أراض اسلامية وقد أفتيتم بجواز التفجيرات فيها وقلتم أنه من الجهاد؟ فما بال هذه ليست كأخواتها؟ ان الكفر عند بعض هؤلاء كفران: روسي وأمريكي. الأول يجب قتاله ومحاربته في أي مكان. والثاني (الأمريكي) فلا يجوز، لأن لساحة البيت الأبيض فريق كبير من المشايخ المحترفين. أما حكاية الأبرياء الذين قتلوا فنسأل الله لهم المغفرة والرحمة (مع أن وجودهم في ذلك المكان جريمة كبرى تقدح في العقيدة).

لا يعني هذا أننا نستبيح دماء هؤلاء.. ولكن لا نريد لهؤلاء أن يكونوا حجرة عثرة في طريق المجاهدين. هل نعطل الجهاد من أجل حفنة من الناس رضوا بالتعايش مع أعداء الله؟ كما لا نريدهم أن يضافوا الى قائمة الشروط التعجيزية التي تشترطونها للجهاد والتي لن تتحقق الى يوم الدين. كم أتمنى لو أستطيع تصور صورة هذا الجهاد(الوهمي) الذي تدعونه.... جهادا بلا دماء ولا أشلاء.

* * *

قلتم أن ما حدث من تفجيرات كان فتنة. ولكننا قرأنا كتاب الله فوجدنا العكس. وجدنا أن الفتنة هي الكفر المنتشر في أوطاننا (والفتنة أشد من القتل) كما أوضح ذلك شيخ الاسلام وليس كما تدعون. وتريدون أن توهموننا. وقلتم إنها فسـاد. ولكننا قرأنا للقاضي عياض وابن حجر نقلهما لاجماع الأمة أن الجهاد واجب لحفظ الدين ولا ينظر الى أي مفسدة إذ لا مفسدة أعظم من فتنة الكفر وليس كما تزعمون.

* * *

غلاة هذا البلد حولوا ديناً رضيه الله لنا، من دين رحمة إلا دين عذاب وعنف واستعباد للناس من قبل بعضهم البعض... حولوا هذا الدين إلى إيديولوجية تعتمد الإرهاب. نردد دائماً أن الإسلام لا يطبق على الوجه الصحيح إلا في هذا الوطن، وهذا يعني أن بقية مسلمي الدنيا من الضالين. أليس في ذلك ظلم ومكابرة وتزكية نفس بغيضة، وليست من الدين في شيء. يقول وزير الداخلية، الهيئة ضرورة للحول دون انتشار الفساد، بمعنى أن الفساد منتشر خارج هذا البلد، وأنت تعلم وأنا أعلم أن الذين يحجون للمغرب وبانكوك وكل مكان تتوفر فيه الممنوعات، غالبهم من أهل هذا البلد. خلال خمسين سنة مضت، ماذا قدمت سلفيتكم لفلسطين؟... سلفيتكم (لخبطت) وضع الجزائر والسودان وأفغانستان، وهي إن تركت تسير في طريقها (لخبطت) بقية الدول المسلمة! العلمانية والتي من أهم ركائزها أن الدين لله والوطن للجميع، وسيادة القانون في ضل الحرية والديمقراطية وصيانة حقوق الإنسان، هي المستقبل الذي لا مفر منه. فكر ابن تيمية وابن قيم الجوزية والإمام أحمد وابن عبد الوهاب، لم تعد تجدي نفعاً وسط أمة بلغ منها التخلف حد النخاع. أليس الأجدر بكم أن تخففوا من حدة خطابكم الديني، وتجنحوا للتصالح والسلم؟ ابن لادن أو الخضير أو الفهد ومجمل دراويشك، والذين يدعون أنهم الفرقة الناجية هل يستطيعون فعل شيء؟ تخبطات سلفيتك اليوم كانت نتاج لعبة قصد بها صد المد الشيوعي ثم المد الشيعي، وهي اليوم عبء على من أوجدها، أقصى همه القضاء عليها. ندرك أن حكومة هذا البلد، لا تجرؤ في الوقت الحاضر على الجهر بالقول أنكم أس البلاء، كما قالته عن الإخوان، ولكن سيأتي يوم غير بعيد، وقول ما ليس من قوله بد.

* * *

منذ أيام احداث الحرم (مجموعة جهيمان) والمشكلة قائمة لم تحل في يوم من الايام على الصعيد الرسمي. كل الذي كنا نعمله هو سياسة (البانادول) مسكن الالم. نطبق على مجتمعنا ما نمارسه على اجسادنا من تسكين للآلام لا نقوى على احتمال العلاج والصبر على الالم لاجتثاث المرض. لا توجد لدينا القناعة بأهمية تنمية المضادات الذاتيه في الجسم. دائما نلجأ للمضادات الحيوية السهلة الشراء المدمرة للمضادات الذاتية.

* * *

القتله المجرمون..هم أناس صادقون مع مبادئهم وافكارهم التي تربوا عليها في كنف السلفيه الوهابيه والتي اخذوها من علماء المؤساسات الدينيه الرسميه الوهابيه في المملكة، وهم في افعالهم واقوالهم اكثر صدقاً مع انفسهم من شيوخ ودعاة السلفيه الوهابيه، فهم الممثلون الشرعيون للوهابيه وليس العلماء الرسميون والذين درسوا القتله التكفير واستحلال دماء عباد الله، ونا لا اتكلم هنا فقط عن الخضير أو الشعيبي والفهد فقط.

* * *

كتب حسن المالكي:

هؤلاء الأخوة (أصحاب التفجير) لا يختلفون عن المؤسسة الدينية الرسمية المذهبية إلا أنهم أكثر نزاهة وصدقاً مع أنفسهم وهم الممثلون الشرعيون للوهابية وليسوا العلماء، فالعلماء إما أن يقروا بأخطاء الدعوة السلفية وتوسعها في التكفير واستحلال الدماء أو يعلنوا تأييد هؤلاء ليس لهم طريق ثالث إلا نفاقاً ومجاملة وتربيط بيض.. لذلك من العبث أن يعلن المسؤولون الدفاع عن الوهابية ويمكنونها في ظلم الآخرين بينما يمنعونها من ظلم الدولة، ومن الغباء السياسي أن يتم الإعلان الرسمي عن أن دعوة الشيخ صافية وأنها على نهج السلف الصالح قبل أيام، وإعلان أحد المسئولين بقوله (نحن سلفيون)! والمسئول يجب أن يكون فوق مستوى المذهبيات وإلا يعلن وقوفه مع مذهب، وذلك المذهب هو الذي يقوم الآن بهذه الأعمال.

لابد من فتح باب الحوار العلني الجريء مع هؤلاء وغيرهم مع الحفاظ على حياتهم ووظائفهم ألا يصيبها مكروه لأجل آرائهم، فإذا قبلنا التحاور مع أمريكا (ومستقبلاً إسرائيل) فمن باب أولى التحاور مع المسلم، وفتح مناظرات علنية بينهم وبين مخالفيهم سواء من علماء السلطة أو سائر المثقفين. هم سيستدلون بأقوال الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأقوال لعلماء الدعوة فإذا كانت الدولة ستمنع من تخطئة هؤلاء بالحق والبرهان فمعنى هذا أنها تعبث وتريد الكيل بمكيالين، فتأخذ خير الوهابية وتترك شرها على بقية الشعب. إن الهجوم على هؤلاء لن يجدي فيهم إنما تجدي الحجة والبرهان (ثقوا تماماً من هذا). الإصلاح الداخلي من عدل وحرية رأي واستقلال في القرار السياسي وغير ذلك من الإصلاحات هي صمام الأمان ولا يجوز التأخر في هذا. لا بد أن يصاحب الرد عليهم وجوب التأكيد على أهمية (استقلال القرار السياسي) وأن هذا مطلب كل الدول وهو مطلب مشروع.

* * *

هؤلاء مطالبهم في النهاية تعني القضاء على مكتسبات الاسرة الحاكمة والسلطة الدينية الرسمية والمتمصلحة والطفيلية فهل ننتظر من الدولة في النهاية ان تستسلم؟ سؤال سخيف لا قيمة له. اذا هل نتوقع ان تستطيع الدولة القضاء نهائيا على هذا التيار؟ سؤال اسخف لا يمكن تصور شرعية للدولة دونه.. اذا ماذا نتوقع؟ تحاول الدولة ان تجاري الواقع ببناء اصلاحات ملموسة ولكن غير مؤثرة على المكتسبات والمزايا وفي هذا تمديد للوقت وفرصة لمزيد من تكرار الحوادث.

* * *

كل المعارك يمكن تأجيلها إلا معركة إصلاح النظام

كل المعارك يمكن تأجيلها إلا معركة إصلاح النظام

الهيئة التي يبتزّنا بها آل سعود

محمد قستي





كلما أرادت السلطة السعودية إشغال الرأي العام المحلي، حرّكت ملفها القديم/ الجديد المتعلق بالصراع والتنافس بين التيار الوهابي من جهة، والتيارات السياسية الفكرية والمذهبية من جهة أخرى.
في كل مرّة يخرج فيها الصراع ويؤجج، هناك من يحرّكه من الأمراء.
مرة يظهر كصراع بين العلمانية والإسلام.
ومرة بين التقليدية والحداثية.
ومرة بين التعصب الديني والليبرالية.
ومرة بين التسامح والتشدد.
ومرة على شكل إصلاح مقابل جمود.
وهكذا.
تتعدد الأشكال والألوان للصراع على صفحات الجرائد وفي الشارع وفي الفتاوى، وسلطة آل سعود تنظر من الأعلى وتدير الصراع، مرة لصالح هذه الفئة، ومرة لصالح تلك.
إذا رأت موجاً إصلاحياً سياسياً يطالب بالتغيير، حركت الوهابية ومشايخها وأتباعها ليهاجموا الإصلاح الذي هو ضد (الإسلام) وضد (خصوصيتنا!) وهو (يفتح الطريق للغرب الكافر للتدخل في شؤوننا)! وكأن هذا الغرب الكافر لم يحتل سلطة القرار في السعودية بعد!
أما إذا تضخم دور المشايخ، وصاروا يطالبون بحصّة أكبر في السلطة، ورأوا ضرورة تديين وتوهيب المجتمع أكثر مما يتحمل، وإذا ما وجد آل سعود ضغوطاً من الخارج عليهم لكبح جماح التطرف والتكفير وارسال المفجرين الى كل أنحاء العالم.. فإنهم يفتحون الباب لنقد المشايخ وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا ما قضى آل سعود من ذلك وطراً، أعادوا الكرّة بالإتجاه الآخر وهكذا.
ثلاثون عاماً على الأقل ونحن نعيش في هذا الدولاب السعودي.
ممنوع ان يتفق الطرفان، مثلاً على الإصلاحات، وعلى تقليص صلاحيات العائلة المالكة.
ممنوع أن يتفق الطرفان، أو يهدأ الصراع، لأن العائلة المالكة لا تريد أن تكون محور الجدل والنقاش والإتهام.
كل ما في البلد من مشاكل سببها إما (مشايخ الوهابية) أو (مشايخ العلمانية والحداثة والإصلاح)!
كلاهما يجب أن يتشاجرا، بأمر من المتفرج والقاضي معاً، ونقصد آل سعود!
منذ أربعة أعوام على الأقل، تم تناسي الإصلاح السياسي.
لقد مات قبل أن يولد.
حتى الإنتخابات البلدية اليتيمة تمّ تأجيلها لعامين فقط!.
فآل سعود لا يريدون تعويد الشعب على الإنتخاب. هم بالفطرة ضد ذلك. وما قبلوا به إلا تحت الضغط.
والآن يريدون استرجاع الأمانة. العودة الى القديم. لا انتخابات ولا هم يحزنون.
التأجيل لسنتين تنسي نصف الشعب، وقبيل انتهاء المدة، يتم التأجيل بحجة (يعلن عن وقت الانتخابات لاحقاً)، وهكذا تموت المجالس البلدية العجيبة التي لم تدخل فيها امرأة، وكان الإنتخاب للنصف فقط من الأعضاء، والحكومة عيّنت النصف الاخر! اي انها ـ كما قال احد الكتاب ـ (ربع) انتخابات بلدية.
لا أحد من الوهابيين ـ الذين هم بطبعهم ضد الإنتخابات والتمثيل السياسي وضد الإصلاح ـ يسأل عن الفساد وعن الفقر وعن انهيار مؤسسات الدولة.
ومن يقال انهم ليبراليون أو علمانيون أو إصلاحيون يعيشون صراعاً محتدماً: ولكن مع الهيئة وفتاوى المشايخ. لقد نسوا الإصلاحات، فلا تجد مقالاً يتحدث عنها، ولا واحداً يذكرنا بوعود الملك وإخوانه بها.
صارت قضية الإصلاح من الماضي البعيد البعيد.
والتفرّغ اليوم هو للمعارك البينية، بعيداً عن نقد آل سعود وفسادهم ونهبهم لخزينة الدولة التي جعلت اكثر من نصف الشعب فقيراً رغم المدخولات غير المسبوقة في التاريخ السعودي.
الهيئة سيئة ولا شك، والمشايخ الوهابيون متحجرون ولا شك. ولكن أين أولوية المعارك؟
الوهابيون باقون في سيطرتهم الى أن يتغير النظام السياسي بالتدريج أو بالإنقلاب.
لن يستطيع النظام ـ وهو لا يريد ذلك بالطبع ـ أن يخضد شوكتهم. فإضعافهم يعني إضعافه.
هم أداته التي يبطش بها من يدعو الى الإصلاح. وهم أداته في شرعنة حكمه. وهم أداته في حروبه الخارجية. وهم أداته في إدارة بعض مفاصل الدولة.
هو ـ أي نظام آل سعود ـ يريد تطويعهم إذا ما بدرت منهم بوادر طمع في السلطة أكثر مما هو بأيديهم.
من الأداة التي تقوم بذلك؟: إنهم هؤلاء الكتاب الذين هم في معظمهم يستلمون رواتبهم من السلطة السعودية نفسها، وموجودون على قائمة الـPayroll لوزارة الداخلية.
وبمجرد أن يتنفس الإصلاحيون ويطالبون ببعض الإصلاحات، يأتي المشايخ وأتباع التيار الوهابي الأقلوي ليشن الحرب ضدهم، متهماً اياهم بالعمالة، وبالكفر والفسوق.
وهناك فئة ثالثة، وهي الفئة الأكبر من الكتاب والمثقفين، فهؤلاء يدخلون المعركة ضد الطرفين: المشايخ والإصلاحيين، خدمة مباشرة لنظام آل سعود.
في كل يوم نقرأ أخبار تجاوزات الهيئة.
هذا صحيح. ولكن ماذا عن تجاوزات آل سعود؟!
وفي كل يوم نقرأ تفنيداً من المشايخ للآراء الأخرى، ولكن ألا يوجه بعض النقد للعائلة المالكة؟
حين يغيب مشروع الدعوة الى الإصلاح السياسي، يصبح الجميع أدوات في يد آل سعود.
ما يمكن ان يجمع الشعب كل الشعب هو ثقافة وطنية، وإجماعاً على الإصلاح في اطار المشتركات من اجل الضغط على الأمراء لإصلاح وضعهم ووضع البلد والناس.
وبدل أن يتربص كل طرف بالآخر. تربصوا بمن ينهب ويضيع مستقبل البلد والمواطنين. راقبوا تصرفاته، وراجعوا حساباته، وانقدوا تصريحاته ومواقفه.
أما الدخول في معارك النظام، لأسباب شخصية، أو لأسباب صحيحة، وضد قوى المجتمع بعضها مقابل الآخر، فهذا من الحمق.
كل المعارك يمكن تأجيلها إلا معركة إصلاح النظام.

الجمعة، 26 يوليو 2013

الثلاثاء، 23 يوليو 2013

بعثة البرازيل تصل الاثنين إلى الرياض لمواجهة السعودية

ممن المقرر أن تصل بعثة منتخب عمالقة البرازيل إلى الرياض يوم الاثنين المقبل, وذلك تأهباً للقاء الذي سيجمعه معمنتخب العمالقة للكرة السعودية في استاد الملك فهد الدولي بالرياض في 14 رمضان. وسيتقدم البعثة النجوم كافو وروماريو وببيتو ودونجا.

وقالت شركة RPM المنظمة للمباراة, أنها أعدت جدولا حافلاً للمنتخب البرازيلي وكذلك السعودي وسيتم فتح المجال للقنوات الحاصلة على حقوق نقل المباراة ببث وقائع وصول المنتخب البرازيلي على الهواء مباشرة كذلك بث مباشر للمؤتمر الصحفي.

فيما تقرر أن يبدأ طرح التذاكر الخاصة بالمباراة اعتبارا من يوم السبت, بينما سيكون نقل المباراة على الهواء مباشرة محصورا بين قنوات التلفزيون السعودي ولاين سبورت ورغبة من قنوات الكأس والجزيرة الرياضية وأبو ظبي الرياضية ودبي الرياضية وغيرها من القنوات الخليجية.



شاهد: أسلوب مبتكر لمنع رونالدينيو وبيرلو وميسي من التسجيل



العامل المشترك بين النجوم الثلاثة الذين ذكرناهم، هي الطريقة الفريدة التي ينفذون بها الركلات الحرة في بعض الأحيان، بتسديد الكرة من تحت أقدام حائط الصد الذي يرتفع لمنع الكرات اللولبية من فوق الرؤوس.
جورجي فالديفيا هو لاعب نادي بالميراس وأثناء مباراة فريقه أمام كامبيوناتو بالدوري البرازيلي، حاول بشكل من الأشكال إيقاف أي كرة “ساحرة” تحت أقدام حائط الصد، فاستلقى بشكل عرضي خلف زملائه في منظر نادرا ما نشاهده في مباريات كرة القدم..
للأسف خسر فريق فالديفيا في النهاية رغم كل الجهود التي بذلها 2-3 أمام الخصم..

9 شركات أجبرت عمالتها ع العمل وقت الظهيرة

تغريم 9 شركات أجبرت عمالتها ع العمل وقت الظهيرة في #الأحساء و #الخفجي و #بقيق

arabic.arabianbusiness.com/jobs/2013/jul/…
#كافيه_الشرقية pic.twitter.com/8AHkszgqFt